فى مقالته بعنوان " مانعة الصواعق وتعطيل المشيئة" :
بقلم خارج النص ٦/ ١/ ٢٠١٠أتعجب والله كل العجب أخى الفاضل كاتب المقالة .. تحية لك طيبة أخى الكريم .... ولكن تساؤل يملأ وجدانى هلا شاركتنى فيه وفى حيرتى؟! ..
ظل الصراع فى الغرب قروناً طويلة بين منهج العلماء القائم على التساؤل والشك والتجربة، ومنهج رجال الدين القائم على اليقين والخوف من طرح الأسئلة وكراهية الفلسفة والفلاسفة، حتى جاء الحسم لصالح التفكير العلمى على يد ديكارت وجاليليو وكانت، وكل رجال عصر النهضة والتنوير، وأصبح الفصل واضحاً بين قبول الدين كقوة روحية مؤثرة ومطمئنة ورفض تدخل رجال الدين فى أمور الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية. هذا الحسم وعدم الخلط بين هذا وذاك كان سر تقدم العالم الغربى، وفى الوقت نفسه كان عكس ذلك هو سر تدهور العالم العربى من محيطه إلى خليجه.
من ضمن التفاصيل الطريفة للصراع بين الكنيسة والعلماء حكاية ذكرها العالم الباكستانى برويز أمير فى كتابه المهم «الإسلام والعلم»، الذى ترجمه د. محمود خيال، والذى سنحاول تقديم قراءة له عما قريب.الحكاية عن مانعة الصواعق التى اخترعها بنيامين فرانكلين، استقبلتها الكنيسة بريبة وشك لأنها كانت ترجع الصواعق إلى خمسة خطايا هى عدم التوبة والشك وإهمال إصلاح الكنائس والتزوير فى دفع مستحقات الكنيسة واضطهاد الخدم!، واقتنع الناس بأن الصواعق هى عقاب ربانى وجزاء إلهى حتى إنهم أطلقوا على الصاعقة اسم «أصبع الله»!
جاء بنيامين فرانكلين بطائرته الورقية المشهورة وأبحاثه المضنية ليكتشف مانعة الصواعق القادرة على حماية المبانى والبشر من تأثيراتها المدمرة، حاربته الكنيسة وشوهت اكتشافه وزعمت أن زلزال ماساشوستس الذى حدث فى عام ١٧٥٥ كان سببه انتشار استعمال هذه المعصية المسماة مانعة الصواعق التى اعتبرها رجال الدين تدخلاً فى مشيئة الله. الغريب والمدهش أن الذى حسم الجدل هو انهيار ٤٠٠ برج كنيسة وموت ١٢٠ من قارعى الأجراس الغلابة فى ألمانيا فى الوقت نفسه الذى صمد فيه بيت دعارة كان قد تم تركيب مانعة الصواعق على سقفه!!
صراع أشبه بالصراعات التى تدور فى عالمنا الإسلامى الآن، ولكن الفرق هو أنهم هناك قد حسموها منذ ثلاثة قرون من الزمان، أما نحن هنا فمازلنا لم نحسمها بعد، تأخرنا بعض الشىء، فركة كعب، ثلاثة قرون تأخير مافيهاش حاجة، فنحن قوم نحب التأنى والتدبر،
وللأسف مازلنا نصف زراعة الأعضاء وغسيل الكلى بأنها تأجيل لمشيئة الله، ونقول عن الزلازل والأوبئة إنها غضب من الله!!، نفس الكلام الذى كان يقوله قساوسة القرن الثامن عشر عن مانعة الصواعق وقبلها عن التطعيم، مازال البعض يتبنون رأى الفقيه الوهابى ابن باز الذى يقول فيه بثبات الأرض وعدم دورانها كما كانت تقول محكمة التفتيش التى سجنت جاليليو وحرقت من قبله برونو!!
التاريخ ذكر بنيامين فرانكلين، ولم يذكر القساوسة الذين هاجموه.التاريخ خلد جاليليو وشطب على أسماء من حاكموه وسجنوه. التاريخ أيضاً أنصف ابن المقفع وأسقط من ذاكرته السياف المجرم الذى بتر وشوى أعضاءه فى القدر المغلى أمام عينيه وأجبره على أكلها!!، فهل ننتظر على رصيف التاريخ لينصف مفكرينا الشجعان أم نحلم بأن ينصفهم الحاضر وهم أحياء؟!
لماذا إذا ما تكلمنا عن دولة تنتمى لدين, وللدين فيها سلطة لا نتكلم إلا عن محاكم التفتيش والعصور المظلمة فى أوروبا, ووقتها كانت هناك شمس الإسلام تنير العقول, وكان الخلفاء يقفون وراء العلماء, فى نفس ذات الوقت الذى يطبقون فيه الشريعة الإسلامية فى شتى المجالات, ولم نجد أن الإسلام وقف عائقًا عن التقدم فى أى مجال من المجالات ,
فتقدم العلماء المسلمين فى الطب والفلك والجبر وحساب المثلثات والشعر والأدب .
أخى الحبيب, دعنا لا ننسى هذا العصر الذهبى الذى حفظ فضله الغرب!!!! وتناسيناه نحن!
كُتِبَ هؤلاء العلماء بماء الذهب (الحسن بن الهيثم, جابر بن حيان, فخر الدين الرازى, ابن خلدون ...... وغيرهم كثير)
مجالات الأدب (المتنبى , أبو فراس الحمدانى ... وغيرهم الكثير الكثير) ,
أخى الكريم لماذا يصمم العلمانيون على التعصب على رأيهم بدون أن يعطوا لنفسهم الفرصه على النظر لتاريخهم المشرّف فى تنوير العالم, فهم أساس كل تلك العلوم التى نحيا فيها..
أنا أفخر انى إبن لهذه الشريعة الإسلامية السمحة, التى دائمًا ما كانت تحيطنا بـ( من سلك طريقًا يلمتس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة) و (العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) و أول آية فى كتاب الله ( إقرأ ) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اطلبوا العلم ولو فى الصين) وهل فى الصين علم شرعى إذا ادعى أحد أن كل هذا له علاقة بالعلوم الشرعية؟؟؟؟!, بل هى علوم إنسانية ..
متى يترك العلمانيون الأصولية التى يعيشون فيها؟ وبها؟!!
أخى ألا ترى أن الحق بجانبى عندما ينتابنى هذه التساؤلات وتتملكنى الحيرة؟ .
على سعة صدرك وتقبلك للرأى الآخر
وعلى هامش ردى عليك أخى الكريم
لو أن مانعة الصواق تم اختراعها فى بلد يطبق الإسلام كما طبقوه أسلافنا فى العصور الذهبية للعلم, لباركه العلماء قبل الشعوب, لأن ديننا يحث على العلم, ولا يوجد فى تخاريف مثل تلك التى تتملك الكنيسة, فلم يبيع شيخ واحد جزءًا من الجنة!!
ولم يقم شيخ بالغفران لأحد المريدين!!
ولو وجد من العلماء أو الشيوخ من يبيع دينه بعرض من الدنيا, لتم فضحه ومعرفة أنه باع دينة بين اوساط الناس عامة, ولا يؤخد منه قول ولا عدل!
وشكرًا لك أخى للمرة الثانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق