للأسف الشديد ,, تحولت إمتحانات الثانوية العامة إلى معركة بين الوزارة وواضعى الامتحانات من جهة, وبين الطالب وولى أمره وذويه من جهة أخرى !
أصبح على كاهل الطالب ذا الست عشر عامًا من عمره مطلوب منه خوض معركة ضد الحكومة متمثلة فى امتحان وزارة التربية والتعليم, وأهله منتظرين منه بعد ما صرفوا عليه (دم قلبهم) أن ينتصر على تلك الحكومة, وهو من هو, هو الذى وضعت رقبته رغمًا عنه أو باختياره تحت سيوفهم..
لا نريد أن نسود الواقع, ولكن للأسف, لا أستطيع أن أخفف من حدة لون الواقع, فهو ربما فاق سواده اللون نفسه, هو ثقب أسود فى تاريخ مصر, يمتص كل ما يمكن أن ينجح, كل ما يمكن أن يلون حياتنا.
لا نستطيع أن نطلب من الناس تلوين حياتهم, وهناك من هو أقوى منهم (نسيبًا) يقوم (بشفط) أى شعاع ضوء!
لا نستطيع أن نتكلم بحيادية وبهدوء كما كنت أحاول دائمًا أن ببنى مدونتى عليه.. لا أستطيع وهناك طفل أو طفلة تنهار صدمة, وأم أو أب ينهار كمدًا !!
هذه الأم أمى, وهذا الطالب أخى, هذه الطالبة أختى وهذا الأب أبى ! كيف أهدأ وهم يدمرون من حولى!
شاهت اليوم برنامج العاشرة مساءً على قناة Dream2
ذكر أكثر من مرة اسم إسرائل! , نعم
مرة حين ذكروا أن الإنفاق على البحث العلمى فى مجال واحد عشرة أضعاف دخل قناة السويس,
وذكرت مرة أخرى على أن فيها أكبر كمية من العلماء فى العالم!
ومرات أخرى فى مشاهد متفرقة......
اتضايقت النهاردة جدًا من برنامج العاشرة مساءً, هو حقيقةً لم أتضايق منه, ولكن تضايقت فيه
كان الحديث تحديدًا عن إمتحان الفيزياء للثانوية العامة, وصدمة عامة, لكل طالب ولكل ولى أمر, ولكل مدرس ظن أنه فهم تدريس المادة على مدى 27 سنة لم يتيغير فيها المنهج!
لن أقول غير حسبى الله ونعم الوكيل!
كان فيه راجل محترم جدًا, دكتور اسمه حسنى السيد على ما أظن , قال كلام خطير جدًا , أقول مضمونة, فلا أتذكر نصه
1. اللجنة المكلفة بوضع الامتحان مكونة من 3
مستشار المادة , دكتور تربوى, دكتور تخصصى,
2. المستشار ليس له علاقة بالمادة, وهو لم يدرس المادة أصلا! , وليس فى اللجنة مدرس درس المادة بالفعل وسط هؤلاء الثلاثة, فواحد المستشار, والثانى دكتور متخصص من كلية مثل دكتور من دار علوم فى لجنة اللغة العربية, والثالث دكتور تربوى, له علاقة بالتربية بشكل عام وليس له أى صلة بالمادة
ليست هناك مشكلة فى وجود الثلاثة, ولكن كل المشكلة غياب المدرس الحقيقى عن تلك اللجنة مع الأسف الشديد..
3. ما يحصل فى مصر هو عبارة عن مهزلة, وقد قدم للوزير سنة 2006 شكوى عن الأحوال المنهارة للتعليم فى مصر, ولا حياة!
4. قدم أوراق للنائب العام عن الأوضاع التعليمية فى مصر السنة السابقة, وسيتم بتقديم أوراق أخرى هذه السنة, ويتابع مجرى التحقيق فى قضية الغش الجماعى التى من المفترض أن يتم الحكم فيها غدًا .!!
الدكتور حسنى سيد لديه الكثير ليقوله, ولكن الوقت لم يكن فى صفه, أرجو أن أستطيع متابعه آراءه, يعمل فى تطوير مناهج التعليم فى الوزارة, واحتك بكثير من المستاريين ومساعدى الوزير .. أرجو أن أستطيع معرفة ما سيقوم به, وما ردة فعل الحكومة.!!
هل تلتزم الصمت كما فعلت سابقًا.!
هل ستفعل شيئـًا؟ هل هذا الشىء فى جانب الصواب؟ أم يجانبه؟
أول مرة على عمر المجلس الموقر يتم فيها تقديم 30 طلب إحاطة فى موضوع واحد! من كافة التيارات السياسية!
وهو موضوع الغش الجماعى ولجان السادة (المهمين, وأولادهم)
وحقيقةً لا أظن أن حتى لو حكمت المحكمة بأن الغش قد حدث وبإعادة الإمتحان أن الطلبة بعد هذا (الغسل والعصر) يستطيعوا أن يؤدوا إمتحان اللغة العربية مرة أخرى, أو أى امتحان ثانى؟!
وأظن أن القرار السليم. هو أن يحكموا على الطلبة الذين عشوا بأن يحتسبوا متغيبين عن الإمتحان, ويدخلوا امتحانات الدور الثانى, ويحكم على أولياء أمورهم بالسجن ..
لا أعلم هل ممكن أن يحكم على شخص (مهم فى البلد) بالسجن, الذى وصل لأن يجعل ابنه يجرى امتحان الثانوية العامة فى لجنة خاصة بها مدرسين! للمساعدة !!
لا أظن أنى أقول أكثر فى هذا الموقف من
.....
قشطة
تكلم الطلبة المتفوقين الذين تكلموا عن امتحان الفيزياء, الذى حصل أقل واحد فيهم على 90 % فى الصف الثانى الثانوى, تكلموا عن احباطهم الشديد من الامتحان ,, أحدهم تكلم عن المفاجآت التى أصابته من أول السؤال الأول ج أو (C) -والذى كان مفاجئة كبيرة لكافة الطلبة الذين تكلموا- وهو من حل امتحانات الجمهورية من 27 عام دورين أول وثانى, وامتحانات السودان, وكتاب المدرسة وكتاب النماذج, والكتب الخارجية, وبعد احباطهم فى امتحان التفاضل, دخلوا ليعوضوا و (يقفلوا) المادة, ولكن للأسف .!!
هناك أسألة لم يفهمها الطالب المتفوق, وسؤال لرسمة الأرقام صعبة جدًا وتأخذ من الطالب المتفوق أكثر من الوقت الذى حدده لها,
عندما يأخذ سؤال واحد 40 دقيقة من طالب حاصل على 97% فى السنة الثانية الثانوى, وحل هذه الكمية من الامتحانات والأسئلة , فيجب أن نعلم أننا على مشارف كارثة!
وكيف هو حال الطالب المتوسط, والطالب تحت المتوسط!
السيد المحترم (نسبيًا) الذى وضع الامتحان, أراد الطلبة أن يبتكروا فى الامتحان كمفاجئة لهم, بعد أن جعلتهم وزارة التربية والتعليم على مدى 12 سنة (يصمون) المناهج حفظًا...!!
هل هناك حقًا معامل فيزياء فى المدارس, لتقوم بتعييش الطالب فى الصورة, ومعرفة كيفية التجارب وتطبيقها بأيديهم, بل والسماح لهم بالابتكار..
أصلا هل هم فى مثل هذا الترف الفكرى ليبدؤوا بالبحث على الإنترنت, وقراءة المراجع العلمية, ليكونوا فى مستوى ذلك الامتحان العجيب؟!
حقًا ,, إنا لله وإنا إليه راجعون ..
اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير, تول أمرنا, اقدر لهذه الأمة أمر رشدٍ يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك, ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ..
اللهم أقم العدل فى هذه الأمة, أقم الأمانة فى هذه الأمة, ولِ لكل مكانٍ من هو أهله, وولى علينا خيارنا ..
يارب هذا حالنا لا يخفى عليك, اللهم ردنا إليك ردًا جميلا, أعد الأمة لدينها, فلو عدنا للدين لظهرنا كما ظهرنا من قبل, ولتعلمنا وعلمنا العالم كما علمناه من قبل ..
.... نقطة وسطر جديد