الثلاثاء، ١٧ يونيو ٢٠٠٨

سيناريوهات الحياه

لطالما نظرت الى مجرى الحياة اليومي كانه سيناري فيلم طويل او تمثيلية قصيره قد تستمر لعدة دقائق ...

و لطالما احببت ان اكون في مقعد المتفرج دائما ...

ادرس بهدوء الوجوه ...

طريقة الكلام ..

النظرات ..

بماذا يجول في تفكير فلان الآن ... و توقع خطوته القادمه ...

تحليل الشخصيات ...

طرق تطويعها ...

اكتساب ثقتها ...

فرز الصالح من الطالح ...

تعرفت على جميع الفئات العمرية من جميع الطبقات ...

تسامرت مع سباك و حادثته في التوصيلات البلاستيكيه و الكيعان و هيئة الصرف الصحي و نظرته المستقبليه لاصلاح شبكة الصرف الصحي و تطويرها ..
اعطيته اذنا و اهتماما ...
و قمت و ابتسامة كبيره على وجهه و طلب منه بزيارة قريبه ..

تسامرت مع تجار سلاح و مخدات في قلب الصحراء بالساحل الشمالي ..
و استمعت اليهم و اخذت منهم قصصا و اساطير و طرق تهريب المخدرات و تدريبهم للحمير لكي تقوم بحمل المخدرات خلال الصحراء الى اهداف معينه و كيف ان الحمار اذا راى ضوءا او سمع صوت عربة حرس الحدود تجول الصحراء قريبا منه يقوم بالاستلقاء على جنبه حتى اختفاء الصوت ..
و تضاحكنا و أكلنا تينا و شربنا شاي على الفحم وسط رمال بيضاء ..
و غادرتهم بطلب زيارة قريبة لهم ..

تعرفت الى دكتور الجامعة و اللص و الشيخ و ضيوف دائمين لدى المعتقلات شديدي الاجرام ...

تشبعت بكل العقليات و الشخصيات ...

فاصبحت ارى الاشخاص بدون اقنعة ....

مهما كان قناعه متقنا ...

اصبحت ارى الصورة بيضاء و سوداء ...

و مللت ...

مللت من رؤية الوجوه المزيفة ...

و مللت من انخداع الناس بتلك الوجوه ....

مللت ...

مللت من اوجه حقيقية رسمت بالزيف و الرداءة ..

و تظن نفسها من السوبر ستارز في الحياه ..

و مللت لأن هناك آخرين يشاركونني نفس الرؤية ...

و لكنهم يبتسمون في وجوههم ..

و انت باب معدتك يثور اطرابا من الاشمئزاز ...

مللت من ابراص الحياة ...

و مللت مِن مَن يشجعونهم على الظن انهم آدميون ...

و يعاملونهم بأخلاق الفرسان ...

فعلا مللت ..

--------------------------
سيناريو محتمل الحدوث
--------------------------

احس بروح كأنها ذاك الرجل القائم بعد كفاح و تعب ...

بداية الطريق ..

و فجأة ..

يجد ثعبانا ملتفا من برد الثتاء حوله نفسه ...

و تثلجت قطع من المياه على جلده ..

تغمر الشفقة و اخلاقيات الفرسان على الرجل ..

فينحني حاملا الثعبان ..

واضعا اياه في صدره ...

ضاما اليه بين ثنايا صدره ..

معطيا اياه دفئا من جسده ..

و عندما دبت الحياة فيه بسبب الدفء من جديد ..

لمعت عيناه ..

و انطلق ناباه في صدر روح ..

يبثان سم الهلاك ..

و انسل هو بعيدا ...

بينما سقط الرجل ..

و عيناه على الثعبان و هو يزحف بعيدا ..

و هو يلفظ في الـ روح ..

و انهار الحلم ..........................
....

من جديد ما هذا الا.....
--------------------------
سيناريو محتمل الحدوث
--------------------------

محمود بيه بستكانى
15-12-2007

ليست هناك تعليقات: