الثلاثاء، ١٠ يونيو ٢٠٠٨

الاكتئاب

ما هو الاكتئاب؟
الاكتئاب هو شعور الإنسان بالحزن والكدر واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء سار أو ممتع، فمريض الاكتئاب يفقد الرغبة فى الشهية والإحساس لكل ما كان يشتهيه من قبل بل لا يجد طعم أو لذة لأي شيء فى الدنيا

كما يوجد عدة أنواع من الاكتئاب تنتج عن اضطرابات الهرمونات مثل اكتئاب سن اليأس، أو نتيجة بعض الإمراض العضوية أو نتيجة تناول أدوية معينة مثل دواء الريزربين ومشتقاته.. أو فى حالات الإصابة بمرض عصبي مثل الشلل الرعاش , أو تصلب شرايين الدماغ

ونسبة مرض الاكتئاب هي 5% من تعداد السكان أو تزيد عن ذلك قليلاً

التشخيص

أعراض الاكتئاب وعلاماته عديدة منها

  • الشعور بالحزن الاكتئاب والضيق واليأس وهو ما يطلق عليه المزاج الاكتئابي.
  • فقدان الاهتمام والقدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة

  • اضطراب الشهية وفقد الإحساس بطعم ونكهة الطعام فهو يأكل فقط لأنه اعتاد على ذلك

  • ويصاحب فقدان الشهية فقدان الوزن.. مع ملاحظة أن بعض مرضى الاكتئاب يزداد إقبالهم على تناول الطعام ويزداد وزنهم بالتالي ولكن أيضا دون الشعور بلذة الطعام كما كانوا من قبل

  • اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان ولكن الأغلب خاصة فى كبار السن هو الأرق ونقص نوعى وكمي لعدد ساعات النوم مع المعاناة من الأحلام المزعجة والنوم القلق .


  • تناقص النشاط الحركي والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب ولكن أحياناً أيضاً يحدث العكس ولكن لا يكون فى صورة نشاط منظم مفيد وإنما فى صورة إفراط حركي وهياج بلا هدف

  • صعوبة التركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم مما يتسبب فى كثرة السرحان ورسوب بعض الطلاب أو فشل بعض الموظفين فى أداء أعمالهم

  • الشعور بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات , رغم عدم اقتراف المريض لأي أعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه.. ولكنه يرى أنه المسئول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام .

  • كثرة الأفكار عن الموت، وعدم قيمة الحياة، وعبثية الوجود، وتمنى الموت.. بل أحياناً الإقدام على الانتحار فى حالات الاكتئاب الشديدة .

وموضوع الانتحار يجب أن يؤخذ مأخذ الجد عند وجود أى دلالات أو أعراض اكتئاب لأن الثابت أن 15% من مرضى الاكتئاب ينتحرون، وان مريض الاكتئاب إذا صرح أو ألمح بالرغبة فى الموت فانه ينفذها وينتحر بالفعل.
http://www.rameztaha.net/al%20ekteaab.htm

نعود بعد هذه التعريفة السريعة بالمرض ..



يصاب الإنسان بالاكتئاب أول مرة فى حياته ليكون واحد من إثنين :
الأول هو إنسان أصابه الاكتئاب, فاستسلم له, فغاص فيه, فأصبح الاكتئاب عنده مرضًا مزمنـًا, يذهب تارة, ويأتيها طورًا, يشفى منه ساعة, ويمرض بيه شهورًا ..
والثانى إنسان لديه عزيمة, تغلب على الاكتئاب, وعرف أسبابه, فأخذ مناعة منه, كأى مرض يمرض به الإنسان مرة واحدة, حتى كون هذا الجسم مضادات نفسية, فلا يعرف الاكتئاب له طريق بعدها.


وحقيقة هناك صنف ثالث, هو لم يصب أصلا بالاكتئاب من قبل, وهذا لأنه أخذ المصل الخاص به, والذى تم صنعه من الصنف الثانى, من الإنسان الذى تغلب على المرض, فؤخذ منه بعض من الأجسام المضادة, فأخذها من شاء , وتركها من شاء.

ولهذا وجدنا هذا الصنف الثالث من البشر الذى لم يصب أصلا بهذا المرض, لأعرف أسباب المرض, فلم يتعرض لها, وإذا أراد أن يهاجمه, وجد دفاعًا قويًا.


فلمَ لا نجرب أن نحمى أنفسنا من مرض العصر, ونأخد المصل المخصص له, حتى لو كنا من الصنف الأول, الذى غاص فى الاكتئاب, هيا بنا نغير حياتنا, لنحيى حياة أفضل.

هيا لنضفى على حياتنا لونـًا أحسن, لونـًا أحلى, لونـًا مليئـًا بالحياة, مليئـًا بالسعادة.

فكما قلنا ,, المؤمن بين حالتين لا ثالث لهما , صابر راضى, أو سعيد حامد شاكر.

فأين أنت؟


.. هل نستطيع حقـًا علاج الاكتئاب؟!! أو الاستفادة من خبرة الصنف الثانى هذا الذى تغلب على المرض؟

لو عرفنا أسبابه طبعًا نستطيع إذا فعلنا كما فعل الصنف الثالث تمامًا ..
وأنا بما إنى أعتبر نفسى من الصنف الثانى, أستطيع القول أن أول أسباب المرض بالاكتئاب هو البعد عن الله, وعن الصلاة, وخاصة لإنسان ملتزم, لأن غير الملتزم إنما هو من جند الشيطان, فلا حاجة للشيطان فيه.

وهو يحتاج صلة بالله قوية, وثقة فيه, حتى تخرج منه, وتنتبه له حتى لا تقع فيه مرة أخرى!!

ذهبت لطبيب نفسى فى أثناء المرحلة الثانوية لأتعالج عنده, أصر الطبيب أن لا يعطينى أدوية, ولكن جعلنى أحكى له عن ظروف حياتى, وكأنه كان يريد حل المشكلة التى أنا بها, لا أن يعطينى أدوية تشعرنى بالسعادة, وأنا ما زالت عندى مصائب.

ولا زلت أتذكر كلماته وهى ترن فى أذنى وهو يقول لوالدى : ما تقولولوش يذاكر, إبنكم كويس ماشاء الله, ثم يوجه الكلام إلى قائلا : لو دخلت كلية زبالة وتفوقت فيها, أحسن ما تدخل كلية هندسة وتفشل فيها, ادخل كلية أقل من مستواك واتفوق فيها.

حقيقة هذه الكلمات رغم معناها إذا نظرنا إليها بشكل سطحى, ولكن كان لها أثر كبير فى حياتى.

ليست هناك تعليقات: